تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة غدا الاحد صوب العاصمة الغانية أكرا لمتابعة افتتاح فعاليات بطولة كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين (غانا 2008) التي تقام في الفترة من 20 كانون ثان/يناير الحالي وحتى العاشر من شباط/فبراير المقبل.
ويستهل المنتخب الغاني صاحب الارض مسيرته في البطولة بلقاء نظيره الغيني في أولى مباريات المجموعة الاولى بالدور الاول للبطولة.
يلتقي المنتخبان في مباراة يعتبرها أصحاب الأرض "السهل الممتنع" فالفوز فيها أمر لا يقبل الجدل ولكنه لن يكون بالسهولة التي يتوقعها البعض على الرغم من الفارق الكبير في التاريخ بين الفريقين.
وأحرز المنتخب الغاني اللقب أربع مرات سابقة بينما كان المركز الثاني عام 1976 هو أفضل إنجاز للمنتخب الغيني في نهائيات كأس الامم الافريقية.
رغم وقوع المنتخب الغاني صاحب الارض في أسهل المجموعات بالدور الاول لنهائيات البطولة بعدما أوقعته القرعة على رأس المجموعة الاولى التي تضم معه منتخبات غينيا والمغرب وناميبيا يدرك أصحاب الارض جيدا أن هذه السهولة تقتصر على الناحية النظرية لكن الحال يختلف على أرض الواقع.
ولم يكن المنتخب الغاني الفائز بلقب البطولة أربع مرات سابقة بالتأكيد يتمنى مجموعة أفضل من تلك المجموعة.
ولكنه يضع في نفس الوقت حسابات خاصة لجميع منافسيه ومنهم المنتخب الغيني الذي يمثل خطرا حقيقيا على المنتخبين الغاني والمغربي في هذه المجموعة نظرا لتمتعه بتماسك الصفوف بالاضافة للانسيابية في الاداء والسيطرة على الكرة بفضل المهارات الفنية والخططية للاعبي الفريق مما يجعل تحقيقهم للفوز ممكنا في أي مباراة أمام الفرق الكبيرة.
قد تكون الفرصة سانحة أمام المنتخب الغيني لتفجير مفاجأة مبكرة عندما يلاقي نظيره الغاني في المباراة الافتتاحية للبطولة ولذلك يضع الفرنسي كلود لوروا المدير الفني للمنتخب الغاني حسابات خاصة لهذه المباراة.
وما يميز هذه المجموعة بالفعل أنها تضم الفريق صاحب الارض ليكون المنتخب الغاني مرشحا لتصدر هذه المجموعة في حين يشتعل الصراع على المركز الثاني بين المنتخبين المغربي والغيني ولكن المفاجآت واردة كما أن المنتخب الغاني قد وعى الدرس جيدا من البطولة التي خاضها على ملعبه في عام 2000 عندما نظمت غانا البطولة بالاشتراك مع نيجيريا.
كما تلقى الفريق الغاني درسا قاسيا عندما خرج مبكرا من الدور الاول في البطولة الماضية بمصر رغم تأهله لكأس العالم 2006 بألمانيا للمرة الاولى في تاريخ النجوم السوداء.
يرى المنتخب الغاني أن تصدره لقمة المجموعة قد يكون دفعة قوية ورائعة له نحو الصعود إلى منصة التتويج والفوز باللقب الخامس لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب والمسجل باسم المنتخب المصري.
وعلى مدار 25 بطولة أقيمت في الماضي نجح أصحاب الارض في الفوز باللقب في عشر من هذه البطولات أي أن 40 بالمئة من الالقاب كانت لصالح أصحاب الارض وهو ما يضاعف طموحات وتفاؤل المنتخب الغاني قبل خوض منافسات هذه المجموعة.
ما يسهل موقف المنتخب الغاني في المجموعة الاولى بالدور الاول للبطولة أن باقي منافسيه في هذه المجموعة من الفرق قليلة الخبرة بإحراز اللقب.
وفي الوقت الذي أحرز فيه المنتخب الغاني لقب البطولة أربع مرات منها مرتان على أرضه عامي 1963 و1978 لم تحرز المنتخبات الثلاث الاخرى اللقب الافريقي باستثناء مرة واحدة فاز فيها المنتخب المغربي باللقب وكان عام 1976 وهي نفس البطولة التي احتل فيها المنتخب الغيني المركز الثاني ليكون أفضل إنجازاته في تاريخ مشاركاته بالبطولة.
لا يختلف اثنان على أن عاملي الارض والجمهور لعبا دورا كبيرا في حسم اللقب الافريقي في البطولتين السابقتين لصالح أصحاب الارض فذهب لقب عام 2004 لتونس بينما فاز المنتخب المصري باللقب عام 2006 ولذلك يأمل المنتخب الغاني في استمرار ذلك عندما تستضيف بلاده البطولة بعد أيام.
ويقف تاريخ مواجهات الفريقين السابقة في صف المنتخب الغاني حيث التقى الفريقان في تسع مرات سابقة على المستويين الودي والرسمي ففاز المنتخب الغاني في خمس مباريات وتعادلا في أربعة لقاءات بينما لم يحقق المنتخب الغيني أي فوز على النجوم السوداء.
ولكن ما يخشاه النجوم السوداء بالفعل خلال المباراة الافتتاحية اليوم هو الطموح الغيني خاصة بعد نجاح الفريق الغيني في الوصول لدور الثمانية في بطولتي كأس الامم الافريقية السابقتين بالاضافة لمفاجآت المباريات الافتتاحية نظرا لرهبة البداية بالنسبة لصاحب الارض.
وقبل المباراة يشهد استاد أكرا حفل افتتاح البطولة الذي يحضره كل من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي للعبة (كاف) والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة (يويفا).
ويفتتح الرئيس الغاني جون كوفور البطولة ليعلن بدء المعترك الكبير الذي يستمر على مدار ثلاثة أسابيع.