اصدر الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون رسميا السبت تقريرا عن التغيرات المناخية يحذر من احتمالات زيادة مفاجئة في درجات حرارة الارض.
وقال بان، العائد من جولة تقصي حقائق في القارة القطبية الجنوبية، لاعضاء اللجنة التيوضعت التقرير: "اتيت اليكم بعد ان رأيت بعضا من اثمن كنوز كوكبنا مهددة بايدي البشر انفسهم"، واضاف: "على البشرية كلها تحمل مسؤولية تلك الكنوز".
كانت لجنة تابعة للأمم المتَّحدة اعدت تقريرا مناخيَّا اعتُبر نقطة تحوُّل كبرى، وقالت اللَّجنة إنَّه يتعيَّن على العالم أن يتصرَّف بسرعة لمنع وقوع أسوأ النتائج المتوقَّعة في مجال تغيُّر المناخ.
ففي أعقاب محادثات شاقَّة أجروها في مدينة فالنسيا الإسبانيَّة، وافق العلماء المشاركون على وثيقة يأملون أن يرسموا من خلالها إطار الحوار بشأن المرحلة القادمة من مكافحة التغيُّر المناخي.
وقد أقرَّت الوثيقة بحقيقة أنَّ الاحتباس الكوني "بيِّن إلى درجة لا لبس فيها" وقالت إنَّ هذا قد يؤدِّي إلى عواقب "وخيمة ومفاجئة ويصعب وقفها" في المستقبل.
إصدار رسمي وكان المندوبون إلى اجتماع اللجنة الدَّوليَّة لتغيُّر المناخ قد أوجزوا آلاف الصفحات من التحليلات العلميَّة وأضافوا إليها العناصر التي وردت في التقارير الثلاثة السابقة لهذا العام حول علم تغيُّر المناخ والعواقب والتكيُّف والخيارات التي تخفِّف من حدَّة المشكلة.
يقوم بان-الذي يظهر في الصورة خلال زيارته القارة القطبية الجنوبيَّة هذا الشهر-بإصدار التقرير بشكل رسمي اليوم السبت
يُذكر أنَّ بان كان قد دعا في وقت سابق هذا الشَّهر للتحرُّك بسرعة من أجل السَّيطرة على مشكلة التغير المناخي التي تجتاح العالم، وذلك خلال زيارته للقارة القطبية الجنوبيَّة لتفقد آثار الاحتباس الحراري.
وتعهَّد بان خلال زيارته بجعل مسألة إيجاد حلول ناجعة لهذه المشكلة من أولويَّات عمله.
وقال بيل هاري، عالم المناخ الاسترالي وأحد معدي التقرير لوكالة رويترز للانباء "إن هذا التقرير هو الاقوى الذي تصدره اللجنة الدولية للتغير المناخي، لكنه يوضح أنه لا يزال هناك وقت لتدارك الوضع".
ومن بين الاستنتاجات الرئيسة التي توصل إليها التقرير أن التغير المناخي بات "مؤكدا ولا مجال للتشكيك فيه"، وأنه من المرجح بنسبة تزيد على 90 بالمئة ان تكون انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بفعل البشر السبب الرئيس في تغير المناخ، وأن تداعيات ذلك يمكن تقليصها بتكلفة معقولة".
وخلص ملخص التقرير الى انه "يحتمل ان تكون نسبة من 20 الى 30 في المئة من الكائنات التي شملتها الدراسة حتى الان اكثر عرضة للفناء اذا تجاوز متوسط زيادة درجة حرارة الارض 1.5 الى 2.5 درجة مئوية (مقارنة مع متوسط الفترة 1980-1999)".
ويعزز هذا التقرير النبرة التي استخدمت في التقارير السابقة وخاصة في التحذير من أن تغير المناخ قد يجلب "تداعيات مفاجئة ولا يمكن منعها".
وقد تشمل هذه التأثيرات الذوبان السريع للانهار الجليدية وانقراض أنواع من الحيوانات.
وقال هانز فيرولمي، مدير برنامج التغير المناخي في منظمة دبليو دبليو إف البيئية، "إن تغير المناخ قائم، فهو يؤثر على حياتنا واقتصاداتنا، ونحن بحاجة لفعل شيء تجاهه".
وأضاف "بعد هذا التقرير، ليس باستطاعة أي سياسي أن يقول إنه لا يعرف ما هو تغير المناخ أو ما الذي عمله بصدده".
وقدم الصندوق الدولي للحياة البرية (دبليو دبليو إف) خلال مؤتمر صحفي شهادات "لشهود على تغير المناخ" من مختلف مناطق العالم.
وقال أحد الشهود، وهو راعي لقطعان أيائل الرنة في النرويج وهو من الشعوب الناطقة بلغة "سامي": "تأخر الشتاء شهرا ونصف الشهر عن المعتاد، لقد لاحظنا طيورا وحشرات ليس لها أسماء في لغتنا".