حب الوالدين يخلص الأطفال من عقدة بالفقر

أكدت دراسة بريطانية حديثة عن «أثر العوامل البيئية على نمو الطفل» أن الحب
والجينات يمكنهما قهر الفقر المدقع. واوضحت الدراسة التي شملت 1116 من
الامهات اللاتي انجبن توائم من نفس الجنس يعيشون في بيئة فقيرة في انجلترا
وويلز ان الفقر ليس بالضرورة حكما مدى الحياة وان الجمع بطريقة صحيحة بين
حب الابوين والجينات يمكن ان يتغلب على الفقر.وكتبت جوليا كيم كوهين من
معهد العلاج النفسي في كينجز كولدج بلندن في عدد مايو من مجلة تشايلد
ديفيلوبمنت «الاطفال الذين شملتهم دراستنا عانوا اكثر من مجرد الفقر الذي
يقاس حسب مستوى دخل الاسرة.. فهم يعيشون في افقر المناطق ومنازلهم مزدحمة
اكثر من اللازم ورطبة وفي حاجة الى اصلاحات وصيانة». وفرقت الدراسة بين
التوائم الذين يشتركون في جميع الجينات وبين هؤلاء الذين يشتركون في نصف
الجينات.


واظهرت الدراسة ان التركيبة الجينية تلعب دورا
مؤكدا في قدرة الاطفال على تجاوز الفقر الذي يعيشون فيه وعدم تعرضهم لاي
انتكاسات سلوكية او معرفية، الا ان الوراثة ليست العامل الوحيد في ذلك.
واضافت كيم كوهين كما يقول موقع (محيط) «الدفء العاطفي والتحفيز الذهني
والاهتمام الذي يقدمه الاباء لصغارهم يمكن ان يحدث فرقا كبيرا في حياة
اطفالهم».


وقالت تيري موفيت وهي باحثة وزميلة لكيم كوهين ان
الفريق اختص الامهات بالدراسة لانه في الكثير من الاسر الفقيرة جدا كان
الأب غائبا.


وكانت دراسة أمريكية حديثة قد أكدت أن عدم تمتع
الأطفال بالحنان والحب من جانب الآباء يجعلهم يعانون من ضعف القدرة علي
التركيز وقلة الانتباه. وأوضحت الدراسة أن ذلك يجعلهم يسلكون سلوكاً غير
صحيح، يتصف بالاندفاع وعدم التفكير مما يجلعهم يقعون في الأخطاء كثيراً
ويقومون بأفعال تسبب أضرارا للمحيطين بهم دون مبالاه.


وقد أكد د. «بروس إيرول» أن ضعف القدرة علي الانتباه عادة ما يتدخل فيه عامل
الوراثة بشكل كبير، كذلك تماسك الأسرة واستقرارها له دور فعال في التأثير
علي قوة تفكير الأطفال ومدى تمتعهم بنسبة تركيز عالية، فكلما كانت الأسرة
مستقرة وتعيش حياة أسرية بعيدة عن المشاكل والخلافات كلما ساعد ذلك
الأبناء علي حسن التفكير والاستيعاب وزادت من قدرتهم على الملاحظة
والانتباه الثابت والجيد.


وعلى جانب اخر حذر د. حسن فؤاد
استشاري الأمراض النفسية بالقاهرة الوالدين من محاوله عقاب الأبن بتوجيه
اللوم والكلمات الجارحة أو أتباع أسلوب الضرب والعنف مع هذه النوعية من
الأبناء فهذا الأسلوب لن يفيدهم وقد ينع** بأثار سلبية علي نفس الطفل
فيشعر بأن أسرته تكرهه وبالتالي يزيد من عنفه ويصبح سلوكه غير سليم، وهذا
لأنه يشعر في داخله أنه بعدم الخطأ في سلوكه.